التحدي

أخبرينا عن نفسك وعن طبيعة عملك
أنا الدكتورة داليا أحمد يوسف، أعمل في مجال التعليم والتعلّم الإلكتروني، ولدي خبرة واسعة في الجانبين الأكاديمي والإداري. كما أُدرّس كمُحاضرة في كلية الطب بجامعة عين شمس.
أعمل حاليًا مديراَ لوحدة التعلم الإلكتروني المركزية بجامعة عين شمس. بالإضافة إلى كوني نائبة مدير المعهد الدولي للتعليم عبر الإنترنت، مركز مصر IIOE Egypt، التابع لليونسكو ICHEI.
من خلال هذين المنصبين، أقود تنفيذ العديد من المبادرات التي تُعيد صياغة العلاقة بين التكنولوجيا والتعليم. والهدف الأساسي من هذه المبادرات هو تقديم تجربة تعليمية أكثر تفاعلية وسهولة في الوصول، يستفيد منها كل من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
ما هي التحديات التي واجهتموها قبل استخدام كُتبي؟
واجهنا عددًا من المشكلات عند تطوير كتبنا الإلكترونية قبل استخدام كُتبي. على سبيل المثال:
- افتقرت كتبنا الإلكترونية إلى الاتساق في التصميم والتنسيق، مما صعّب الحفاظ على مظهر احترافي في مختلف المنشورات.
- شكل ضمان حماية حقوق النشر المناسبة لمحتوانا الرقمي مصدر قلق كبير.
- كانت إضافة عناصر تفاعلية (مثل الاختبارات القصيرة والنوافذ المنبثقة وأدوات التنقل) أمرًا صعبًا من الناحية الفنية، وتتطلب جهدًا يدويًا كبيرًا، وغالبًا ما كانت النتائج غير مرضية.
- لم يكن تضمين محتوى الوسائط المتعددة، مثل مقاطع الفيديو والصور، سهلاً، مما أثر بدوره على أداء الكتاب الإلكتروني النهائي وسهولة استخدامه.
- غالبًا ما واجه الطلاب صعوبة في عرض الكتب الإلكترونية أو تصفحها، مما أدى إلى تجربة تعليمية سيئة ومحبطة.
ما هي الحلول التي قمتم بتجربتها ولم تنجح؟
تُعد جامعة عين شمس من الجامعات الكبرى في مصر، حيث يلتحق بها أكثر من 200,000 طالب سنويًا. وبناءً على قرار المجلس الأعلى للجامعات بتحويل جميع الكتب الجامعية إلى نسخ إلكترونية، كان من الضروري أن تمر الكليات بعدة مراحل انتقالية لتحقيق هذا التحول.
في البداية، قمنا بتوزيع نسخ PDF من الكتب الدراسية على أقراص مدمجة أو وحدات تخزين (فلاشات). لكن سرعان ما ظهرت تحديات كبيرة، أبرزها انتهاكات حقوق النشر، إلى جانب أن هذا الحل لم يكن عمليًا أو فعالًا من الناحية التقنية.
ثم انتقلنا إلى رفع ملفات الـPDF مباشرة على نظام إدارة التعلم الخاص بنا. وقد أدى ذلك إلى تحسين سهولة الوصول إلى المحتوى إلى حدٍ ما، ولكن العديد من المشكلات ظلت قائمة. فقد ظلت الكتب الإلكترونية ثابتة وغير تفاعلية، وتفتقر إلى واجهة قراءة مخصصة. وواجه الطلاب صعوبة في تصفحها، ولم تكن التجربة تُلبي توقعاتهم لما ينبغي أن يكون عليه التعلم الرقمي الحديث.
في تلك المرحلة، أدركنا أننا بحاجة إلى حل أكثر تفاعلية وأمانًا وسهولة في الاستخدام؛ حل يُحسّن تجربة التعلم بشكل حقيقي بدلًا من مجرد رقمنة المحتوى.
“أعجبتنا قدرة كُتبي على توفير مكتبات إلكترونية وتطبيقات قراءة تحمل العلامة التجارية لجامعتنا، سواء على الأجهزة المحمولة أو الحاسوب. هذا مكّننا من الحفاظ على هوية الجامعة، مع تقديم تجربة قراءة سلسة متكاملة للطلاب.”
الحل

كيف سمعتم عن كُتبي؟
قبل إطلاقنا الرسمي لمشروع المكتبة الإلكترونية، أجرى فريق إدارة المشاريع في وحدة التعلم الإلكتروني المركزية بحثًا وتحليلًا شاملين لاستكشاف الحلول المتاحة. كنا نبحث عن منصة تدعم رؤيتنا، منصة توفر التفاعلية والأمان وسهولة الوصول للمحتوى.
مع استعراضنا لمختلف الأدوات، برزت كُتبي فورًا، فقد استوفت جميع الشروط من الناحيتين التقنية والتعليمية، وشعرنا أنها مُلائمة تمامًا لنوع التجربة التي أردنا تقديمها لطلابنا وأعضاء هيئة التدريس.
ما الذي دفعكم لاختيار كُتبي؟
هناك عدة أسباب، من أهمها أن كُتبي شركة مصرية، وهو ما شكّل فارقًا كبيرًا بالنسبة لنا. ليس فقط من حيث القرب الجغرافي، بل أيضًا من حيث فهمهم الجيد لبيئة التعليم المحلية. وقد ساعد هذا على تسهيل التواصل وتسريع عملية التنفيذ.
كما أعجبتنا أيضاً قدرة كُتبي على توفير مكتبات إلكترونية وتطبيقات قراءة تحمل العلامة التجارية لجامعتنا، سواء على الأجهزة المحمولة أو الحاسوب. هذا مكّننا من الحفاظ على هوية الجامعة، مع تقديم تجربة قراءة سلسة متكاملة للطلاب.
قدّم تطبيق كُتبي القارئ كل ما كنا نبحث عنه: الخصائص التفاعلية، والوصول للمحتوى دون الاتصال بالإنترنت، ودعم الوسائط المتعددة. أحدثت هذه الميزات فرقًا ملحوظًا في كيفية تفاعل الطلاب مع المحتوى.
وكان أحد العوامل الرئيسية الأخرى التي شجعتنا على اختيار كُتبي هو تكامل المنصة مع معيارالتشغيل البيني لأدوات التعلم (LTI)، مما سهّل دمج الكتب الإلكترونية في أنظمة إدارة التعلم المتعددة الخاصة بنا على نظام Moodle، وسهّل وصول الطلاب وأعضاء هيئة التدريس للمحتوى الأكاديمي.
أما فيما يخص المحتوى، فقد وفّر برنامج كُتبي المؤلف مجموعة أدوات فعّالة وسهلة الاستخدام. مكنت موظفو جامعتنا من إنشاء كتب إلكترونية ثرية وتفاعلية دون الحاجة إلى مهارات تقنية متقدمة.
وأخيرًا وليس آخراً، تلقينا دعمًا وتدريبًا مستمرين من فريق كُتبي، وقد ساعد هذا التوجيه العملي موظفينا على التأقلم بسرعة، وجعل عملية التنفيذ بأكملها سلسة وفعالية.
هل هناك جانب معين في كتابك الإلكتروني تفخر به بشكل خاص؟
بصراحة، أنا فخورة بمكتبة ASU2Learn الإلكترونية. بأكملها. إنها ليست مجرد مكتبة رقمية، بل هي منصة تحمل علامة جامعة عين شمس التجارية، وتمثل هويتها وريادتها في التحول الرقمي. وكونها من أوائل المكتبات الإلكترونية التفاعلية في جامعة مصرية حكومية يجعل الأمر أكثر أهمية ومعنًى.
ما يميزها بالنسبة لي هو المرونة والوظائف التي توفرها، فالمكتبة تتميز بقابلية عالية للتخصيص، مع مجموعة واسعة من خيارات التكوين التي تتيح لنا تكييفها مع احتياجات الكليات والأقسام المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، تتكامل بسلاسة مع منصات Moodle المتعددة لدينا من خلال دعم LTI، مما يجعل الوصول إليها سهلاً للطلاب من مختلف التخصصات.
أما على صعيد إنشاء المحتوى، فقد شكّل برنامج كُتبي المؤلف نقلة نوعية حقيقية. فهو يوفر مجموعة متنوعة من القوالب وميزات تفاعلية قوية، مما أتاح لأعضاء هيئة التدريس تصميم كتب أكاديمية رقمية غنية بالوسائط، دون الحاجة إلى الاعتماد على مطورين خارجيين أو أي أدوات معقدة.

“لقد شكّل برنامج كُتبي المؤلف نقلة نوعية حقيقية. فهو يوفر مجموعة متنوعة من القوالب وميزات تفاعلية قوية، مما أتاح لأعضاء هيئة التدريس تصميم كتب أكاديمية رقمية غنية بالوسائط، دون الحاجة إلى الاعتماد على مطورين خارجيين أو أي أدوات معقدة.”
النتائج
ما هي المقاييس التي تستخدمونها لقياس نجاح مشروعكم؟ هل أثّر كُتبي على هذه المقاييس بأي شكل من الأشكال؟
نعم، بالتأكيد. لقد تتبعنا مجموعة من المقاييس الرئيسية لتقييم نجاح مكتبة ASU2Learn الإلكترونية، وشهدنا نموًا مطردًا في كل فصل دراسي منذ بدء التنفيذ. من بين المقاييس التي نركز عليها:
- عدد الكتب الإلكترونية التي أنشأها موظفو الجامعة
- عدد الطلاب الذين يصلون إلى الكتب الإلكترونية عبر نظام إدارة التعلم
- عدد مرات التنزيل من تطبيق ASU2Learn للجوال
- عدد الكتب الإلكترونية التي تم فتحها واستخدامها بنشاط
- عدد العناصر التفاعلية التي تم النقر عليها، مثل مقاطع الفيديو والروابط والنوافذ المنبثقة
- عدد الأسئلة التي تمت الإجابة عليها داخل الكتب الإلكترونية
- وعدد موظفي الجامعة المدربين والمشاركين في إنشاء الكتب الإلكترونية
حتى الآن، شهدنا زيادة مطردة في جميع هذه المؤشرات. إنها علامة واضحة على أن التعلم الرقمي أصبح أكثر اندماجًا بشكل طبيعي في التجربة التعليمية في جامعة عين شمس.
المستقبل
ما هي خططكم المستقبلية؟
نخطط لمواصلة استخدام كُتبي لتوسيع مكتبة ASU2Learn الإلكترونية لتشمل جميع الكليات. هدفنا هو ضمان مساهمة كل قسم في جامعة عين شمس في المكتبة الإلكترونية، والاستفادة منها أيضًا.
هذا يعني دعم المزيد من الفرق في تبني إنشاء الكتب الإلكترونية، وتقديم تدريب مستمر للمدرسين، وفي نهاية المطاف جعل ASU2Learn موردًا أكاديميًا مركزيًا لجميع الطلاب، بغض النظر عن برنامجهم أو مجال دراستهم.
نرى في المكتبة الإلكترونية استثمارًا طويل الأجل في التعليم الرقمي، ونحن متحمسون لمواصلة ما بدأناه بالفعل.